من طنطا إلى قلب الصين: العالم المصري الذي منحته الصين إقامتها الدائمة مدى الحياة تكريمًا لتفوقه العلمي

كتبت: لمياء الشربيني 

في وقت لا تمنح فيه الصين الإقامة الدائمة إلا لأصحاب الكفاءات الاستثنائية، سطر عالم مصري من جامعة طنطا اسمه بأحرف من ذهب، ليحصل على “China’s Five-Star Card” – بطاقة الإقامة الدائمة مدى الحياة، تكريمًا لإسهاماته العلمية المتميزة. إنه إنجاز ليس فقط لشخصه، بل أيضًا لمصر وجامعتها التي ينتمي إليها، وجسر جديد للتعاون العلمي بين مصر والصين.

نموذج يحتذى به:

في ظل الشروط الصارمة التي تفرضها الحكومة الصينية على منح الإقامة الدائمة، تُعدّ هذه البطاقة شرفًا لا يناله إلا نخبة النخبة. ومع ذلك، وبفضل جهوده البحثية والعلمية، تمكن هذا العالم المصري من كسب ثقة الدولة الصينية، التي منحته هذا الامتياز النادر، بل وامتد ليشمل زوجته وبناته، تقديرًا لدوره الرائد في مجاله.

تكريم يعكس عدالة الصين وتقديرها للعلم:

أعرب العالم المصري عن امتنانه العميق لحكومة الصين التي منحته حقوقًا وواجبات تعادل تمامًا ما يتمتع به المواطن الصيني. وقد أكد أن هذا التقدير يعكس روح العدل والكرم والانفتاح التي تتميز بها الصين في احتضان العقول المتميزة من مختلف دول العالم.

دور جامعة جيانغسو:

خص بالشكر جامعة جيانغسو بكل كوادرها، التي وقفت خلفه وساهمت في إعداد ملف الترشيح باحترافية عالية وعلى مدار عام كامل، متحديةً صعوبات ومتطلبات قانونية معقدة. ولم يكن هذا الإنجاز ليتحقق لولا الجهود الكبيرة المبذولة من إدارة الجامعة وكفاءاتها.

الانتماء والفخر بالوطن:

رغم هذا التكريم الكبير من دولة بحجم الصين، لم ينسَ العالم المصري وطنه الأم مصر، حيث وجه رسالة حب وتقدير إلى بلده، وعلى رأسها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يعتز بكونه سفيرًا لمصر تحت قيادته. كما قدم شكره العميق لسفارة مصر في الصين لدعمها المستمر.

جامعة طنطا: جذور النجاح:

لم ينسَ أن يشيد بالدعم المتواصل من جامعة طنطا، بدءًا من رئاستها ومرورًا بالنواب وكلية العلوم وقياداتها، وعلى رأسهم الأستاذة الدكتورة عبير علم الدين، وخص بالشكر قسم النبات والميكروبيولوجي برئاسة الدكتورة إيمان عبد الظاهر، مشيدًا بجميع أساتذته الذين كان لهم الفضل الكبير في تكوينه العلمي.

الدعم الأسري: الركيزة الأساسية:

في لفتة إنسانية عميقة، عبر عن شكره وامتنانه لزوجته، التي وقفت بجانبه في كل التحديات، وبناته اللاتي تفهمن ظروفه وضحّين بالكثير من أجله. كما أهدى هذا الإنجاز لوالديه الكريمين، وعبّر عن امتنانه لدعواتهم، والتي كانت دومًا سندًا له في رحلته.

تكريم رسمي بحضور صيني رفيع:

شهدت مراسم تسليم بطاقة الإقامة الدائمة حضورًا رسميًا رفيع المستوى، من قيادات جامعة جيانغسو، وممثلي الحكومة الصينية، والأمن العام، وإدارة شؤون الهجرة، مما يعكس مدى الأهمية التي توليها الصين لهذا الإنجاز.

إعلام واعٍ وداعم:

لم يغفل دور الإعلام والصحافة، الذين كانوا شركاء في رحلة النجاح، بتسليط الضوء على الإنجازات، وتعزيز روح الفخر والانتماء.

منح الصين هذا التكريم الرفيع لعالم مصري ليس مجرد حدث فردي، بل هو شهادة عالمية بقيمة العقول المصرية، وتأكيد على أن العلم لا يعرف حدودًا. وعد هذا العالم بأن يبقى دومًا سفيرًا لبلده مصر، حريصًا على رفع رايتها في كل محفل دولي.

وفي ظل إلحاح صيني على استمراره، فإن المسؤولية تتضاعف، والتحدي يزداد. لكنه دعا الله أن يلهمه التوفيق، ليبقى على قدر الثقة، وناقلًا لصورة مشرفة عن بلاده